.. توقير الكبير.. مقال بقلم الشاعر د. صلاح الورتاني
توقير الكبير أيها الصغير
مشكلتنا لم نربّ أجيالنا على هذه الخصال القيّمة التي تستقيم مع حياتنا الأسرية والعملية والمجتمعية. وأعني بها أن يوقّر صغيرنا كبيرنا ويحترم وقاره مهما علا شأنه أو صغر.
العديد ممن طالت بطالتهم من دكاترة جامعيين وباحثين في شتى العلوم عندما يقصدون مكاتب السادة المسؤولين سواء في الوزارات أو الإدارات يترفّعون عن هؤلاء وعوضا أن يوقّروهم في مكاتبهم ويجلسون معهم الند للند لا خلف مكاتبهم يخاطبونهم وكأنهم يستجدونهم مع أن الظروف والحظ خدمتهم في مناسبات لم تتح للأسف لمثل دكاترتنا المحترمين. وكم من سيّد وما هو بسيّد خدمته المحاباة والصهريّات والسهرات والأموال لشتى أنواع المنافذ المغلوطة.
أعرف من دكاترتنا من يحمل أربعة شهائد دكتوراه في عدة اختصاصات ولأنه يفتقر للمال والمحاباة رضي أن يشتغل في مؤسسة إعلامية تحت إمرة من دونه مستوى.
والمشكل الرئيسي الذي تعانيه بلداننا وعانته حتى في السابق أنها لم تعط للأخلاق حقها والعناية بها كما ينبغي بأنها هي مفاتيح الخير وبها نذلل كل العقبات ونجتاز كل الصعوبات.
أيضا وهذا لعمري خطر كبير نخاف من العبد ولا نخاف من الرب ونعطيه أحيانا ألقابا لا يختص بها إلا ربنا سبحانه وتعالى كلفظ الجلالة والتعظيم وغيرها.
لابد علينا من مراجعة دقيقة لتصرفاتنا مع بعضنا والعودة لمحاكاة أمجادنا وتربية أجيالنا على الأخلاق الحميدة توقير الصغير للكبير ووضع الأمور في نصابها حتى يرفع عنا ربنا الغلاء والعناء وينصرنا على الأعداء..
تعليقات
إرسال تعليق